اجعل رمضان هذه السنة مختلفًا_ملوك الرومانسيه كول

ميّز هذا الشهر الكريم بميزة، لكن يجب أن لا تنقطع هذه الميزة بانتهاء رمضان، بل اجعل هذا الشهر حافزًا لك على مداومة العمل بعده...
في هذه الأسطر سأكتب عدة مشروعات مقترحة لتميّز بها رمضان هذه السنة...
تذكر
أن ليس من الواجب عليك تطبيق كل هذه الأفكار، بل ولا حتى بعضها، لكن المهم
هو أن تكون هذه الأفكار طريقًا لك إلى أن تفكر في عمل مفيد لك يستمر معك
إلى ما بعد رمضان...
كما أنه من
المهم أيضًا أن لا يأخذك الحماس؛ فتظن نفسك أعبد أهل زمانه؛ ثم تكتب لك
مجموعة من المشاريع، لتكتشف في النهاية أنك لم تضف إلى رصيدك في هذا الشهر
إلا جزءًا بسيطًا جدًا مما قد يحطّم من معنوياتك...

تذكر
الحديث: (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل) فركعة وترٍ واحدة تداوم عليها
كل يوم إلى أن تلقى ربك خير لك من قيام ليلة كاملة مرة واحدة أو شهرًا
واحدًا...
أخي الكريم...
ما هذه الكلمات والأفكار إلا جهد أخٍ مقصر فلا تنس معدّها من دعوة صالحة له ولوالديه بظهر الغيب..
من الأفكار والمشاريع المقترحة ما يلي:
الصدقة:

1. أغلب
الناس يجعلون زكاتهم في هذا الشهر، فاجعل هذا الشهر بداية لك ليكون لك
مساهمة شهرية منك في أي وجه من وجوه الخير والبر والإحسان، وبأي مبلغ كان،
حتى ولو ريالاً واحدًا.


كحجة معي:
2.
أغلب
الناس على فريقين: إما أن يترك العمرة في رمضان بالكليّة، أو أن يأتي
بأهله لمكة ويجلس أيامًا فيها، وأظن أنه من الأنسب ــ لا سيّما مع الزحام
الموجود في السنوات الأخيرة ــ، الأنسب هو أن يأخذ المسلم عمرته في يوم
وليلة أو يومين على الأكثر ثم يغادر مكة بعدها لبلده أو للمدينة النبوية،
وبذا تكون قد حققت أجر العمرة بإذن الله، كما أنك ستكون سببًا في تخفيف
الزحام على المسلمين.


الرزق وطول العمر:
3.
اجعل
هذا الشهر المبارك نقطة انطلاقة لمشروع صلة الرحم التي تزيد في الرزق
وتطيل في العمر كما جاء في الحديث، خصّص لك يومًا في الأسبوع أو الشهر لمن
لهم حق عليك، من أعمام أو أخوال أو ذوي رحم.

فأوتر بواحدة:
4.
يتميّز
رمضان بصلاة التراويح التي تعين الإنسان على صلاة الوتر، ولكن المشاهد أنه
ما إن ينتهي هذا الشهر إلا وتجد الكثير من الناس يترك صلاة الوتر، فاجعل
رمضان فرصتك لتواظب على الوتر، ولو بركعة واحدة، فالمهم هو المواظبة وليس
العدد، وكذا لو فاتك وتر صلاة التراويح يومًا ما لظرف طارئ كسفرٍ مثلا فلا
تنس الوتر في تلك الليلة.


فرصة ترك التدخين:
5.
إن
كنت من المبتلين بالتدخين فصيامك لمدة تقارب الاثنتي عشرة ساعة أو تزيد في
فصل الصيف عن الدخان، صيامك كل هذه المدة يؤكد أنك قادر على ترك هذا
البلاء، ولكنك تحتاج إلى شيء من العزيمة والصبر والمثابرة، فاجعل هذا الشهر
بداية لترك الدخان تركًا لا رجوع بعده، وتذكر أنّ: (من ترك شيئًا لله
عوّضه الله خيرًا منه)


تجربة الاعتكاف:
6.
جرب
الاعتكاف في هذه السنة في رمضان، فإن لم تستطع الاعتكاف العشر الأواخر
كاملة فاعتكف ولو يومًا واحدًا، ولو ما بين صلاتي الظهر والعصر، وستكتشف أن
كثيرًا من أوقاتنا تضيع سدىً ليس لأننا مشغولون، بل لأننا أهملناها فقط!!


ولك بمثل أجره:
7.
اكسب
أجور الناس في الدلالة على الخير، في أي مكان كنت: في السوق، في المكتب،
في الشارع، أثناء طوافك... المهم أن تدلّ أخاك المسلم على الخير، وهنا
أذكّر من يقرأ بأن العمرة مجال واسع وكبير في تنبيه المسلمين على بعض
الأخطاء التي تقع منهم في عمرتهم، ولك مثل أجورهم.

استفد من وقتك:
8.
إن
لم تكن ممن يفضل شراء أغراض العيد قبل رمضان، فاحرص عند التسوّق أن يكون
في وقت مناسب، ومن باب التجربة فوقت الظهر هو أنسب الأوقات حيث تكون
الأسواق شبه خالية من الناس، بينما البضائع والباعة موجودون!!!


لا تتحمس في البداية:
9.
لا
يكن حماسك في أول الشهر فقط كما هو حال أكثر الناس وللأسف، بل عوّد نفسك
أنه كلما تقدم الشهر وقربت نهايته ازددت في عبادتك، خاصة في العشر الأواخر
التي خصّها الرسول صلى الله عليه وسلم بمزيّة على غيرها من أيام رمضان.


ابحث:
10.
ابحث
عن مواقع الفقراء والمساكين والمحتاجين عن طريق من يعرفهم ممن يُوثق فيه،
واذهب إليهم بنفسك وأعطهم صدقتك أو زكاة فطرك، ولو جربت اصطحاب أطفالك فهذا
أفضل ليعرفوا فضل الله عليهم.


صم التطوّع:
11.
ليكن
صوم هذا الشهر بالكامل هو بداية لك لتتعوّد صيام التطوّع العام كصيام
الاثنين والخميس، والأيام البيض... وغيرها، وكما قلت في البداية لا يكن
حماسك في البداية سببًا في انقطاعك عن العمل، فابدأ بصوم يوم واحد من كل
شهر أو الأيام البيض، ثم انتقل إلى صيام يوم الخميس من كل أسبوع، ثم صم يوم
الاثنين مع يوم الخميس... وزد في صيامك على مراحل لتكتشف أنه لا يمر عليك
شهر إلا وقد صمت فيه أيامًا وليس يومًا واحدًا.

الصلاة!:
12.
اجعل
رمضان فرصة التغيير في حالك مع صلاتك، واعقد مع نفسك عهدًا بأن تحضر
للصلاة مبكرًا خلال هذا الشهر، فإذا نجحت في عهدك ووفيت بما قطعت على نفسك،
فستكتشف أن حضورك للصلاة مبكرًا شيء سهل تعوّدت عليه.


كل اليوم من رمضان:
13.
أغلب
الناس يربط فضل رمضان بالصيام، فإذا أفطر عند أذان المغرب تغيّرت حاله،
ولم يبال بالمعاصي التي يخاف ارتكابها أثناء صومه؛ ولذا فإنك تجد الليالي
في رمضان شبيهة بالليالي في غيره عند الكثير من الناس، مع أن الشهر كله
سواء في فضله في الليل والنهار بل قد تكون الليالي أفضل من الأيام، فاحرص على اغتنام ليالي هذا الشهر فيما يفيدك في آخرتك.


السهر في الليل!:
14.
إن
ابتليت بالسهر كما هو حال أغلب الناس الآن وللأسف الشديد، فلا تنس فضل
السحور، وأن من السنة تأخيره، فاحرص على أكلة السحر ولو كانت شربة ماء أو
تمرات يحصل لك بها الفضل.


اغتنم فرصة آخر الليل:
15.
إذا
قمت للسحور فاستغل وقت التنزّل الإلهي، وصلّ لربك ركعتين وأوتر إن لم تكن
قد أوترت في صلاة التراويح، وادع بما يفتح الله عليك من خيري الدنيا
والآخرة، في هذا الوقت الذي ينزل الله تبارك وتعالى فيه إلى السماء الدنيا
فيقول: (هل من داعٍ فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له) كما في الحديث
المتفق على صحته.

الدعاء عند الإفطار:
16.
عوّد
نفسك أن تجلس أنت وأهل بيتك قبل أذان المغرب بقليل للدعاء، فهو وقت إجابة
وأنت قريب من ربك ذليل بين يديه، وحريّ بالعاقل أن يستغّله.

أخي الحبيب...
تلك
الكلمات ما هي إلا جهد مقل، ونصيحة مقصّر، أحب لإخوانه المسلمين ما يحبه
لنفسه؛ فكتب لهم هذه الكلمات راجيًا الأجر من ربه، ونفع نفسه أولا وإخوانه
المسلمين..
إن أردت الدلالة على
الخير وعمل المعروف بنشر هذه الورقة فاحتسب ذلك عند الله، واعلم أن كل من
تسببت له في خير عمله بنشرك هذه الكلمات فلك بمثل أجره ولا ينقص من أجره
شيئًا، وفضل الله واسع
ولا تنس الكاتب والناقل من دعواتك بخيري الدنيا والآخرة[/center]